
وقفت في شرفتها .. تنظر الى البحر .. خفضت بصرها قليلا .. اصبح حملها الآن في نهايته .. وان كان جسدها الرفيع يجعل منه اقرب الى زيتونة ابتلعتها ووقفت قبل ان تتم عملية الهضم
نظرت الى البحر .. شردت عبره .. تذكرت كل شيء .. حينما كانت بعد صغيرة .. حينما رآها ورأته لاول مرة .. كانت تنتظر صديقتها متشاغلة بالنظر ارضا .. حينما جاء من اول الطريق ينظر اليها .. قامت نظراته بمفعول شخص ينبهها الى وجوده .. رفعت عينيها لتجد عيناه مثبتة عليها
البحر ده مش مية ..او موجة فوق صخرة .. البحر ده اغنية بسمعها ميت مرة
تذكرت ان كل شيء تم في سرعة غريبة .. تعجب منها الجميع .. في ايام معدودة كان يجلس في صالون منزلهم مع والدها واخيها .. ايام اخرى وتمت الخطوبة .. تتذكر جيدا كيف قام بشراء هذا البيت على البحر .. جالسين سويا .. قالها لها:
_اتمني
_بيت عالبحر
حبيبي قالي اتمني .. انا قلت بيت عالبحر .. واصحى وانام مسهرش الا في هواك يا بحر
مر يومين وكان معها في الاسكندرية يريها منزلهم الجديد .. نقل حياته كلها الى مدينة اخرى من اجل امنية .. ظنت انها ستصبح اميرة .
ابتسمت .. جلست .. اغمضت عينيها
تذكرت كل شيء .. تلك المشاجرات الغير مبررة .. تلك اللحظات التي كان يتصيد لها بها الاخطاء .. اوقات كثيرة كانت تشعر انه فقط يتحرش بها ليفتعل شجار .. كثيرا ما اعتبرته مجرد تنفيس عن غضب من شيء اخر لا يخصها
كانت بعد كل مشاجرة تضع تلك الاغنية التي اصبحت اغنيتهم
البحر بيندهلي يحكيلي ويغني
مازالت تترك بها اثرا .. مازالت تترك على شفتيها ابتسامة وبرغم كل شيء
حتى تلك اللحظة .. حينما جلست تشاهد معه احد الافلام القديمة التي تعشقها .. ستدت رأسها على صدره .. ما هي الا لحظات واخبرها ان تصنع له شيئا .. وما ان تحركت حتى منحها نظرة تحمل معنى انه "هم وانزاح"
في تلك اللحظة شعرت ان هناك جدار بينهما .. جدار يعلو يوما بعد يوم .. حتى اليوم
احداث اليوم .. اصبحت هي اكثر عصبية نتيجة لحملها .. واصبح هو في ازدياد في افتعال المشاجرات .. زر ار القميص .. ترك المنزل من اجل زرار مفقود من قميصه .. انه حتى لم يطلب وهي تناست .. هو فقط اخبرها ان هناك زرار مفقود ورحل
ربما لان الشيء المفقود عنده لم يكن زرار القميص ابدا
حبيبي قالي اتمني انا قلت بيت عالبحر
فتحت عينيها .. اعادت النظر الى البحر .. اخبرته
_مش ده اللي اتفقنا عليه خاااااااااااااااااااالص
اجهشت بالبكاء